التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ألف ليلة وليلة

  قراءة فى 

نص "مَرْيَمُ الزُّنارُية"

  ليس مبالغاً فيه أن أقول أن هذه أول قصة ذات حبكة فى العالم تعطى البطولة المطلقة لأنثى، بل و تمنحها القوة العضلية ليقوم الذكر بالصياح والتعجب فقط!
"فتعجب نور الدين من فعلها وشجاعتها ومن قوة قلبها وطار قلبه من الفرح واتسع صدره وانشرح وقال لها: مرحباً يا منيتي وسؤلي وغاية مطلبي".
وبعيداً عن تقليدية الحكى فى ألف ليلة وليلة، تصبح الأنثى المخلصة هى الحدث الأبرز بما تمتلكه من قوة ومكر ودهاء!
" ثم حملت معها شيئاً من المأكل والمشرب ولبست آلة الحرب والكفاح من العدة والسلاح وأخذت معها لنور الدين ما يسره من الملابس الملوكيه الفاخرة وأهبة السلاح الباهرة ثم أنها رفعت الخرجين على أكتافها وخرجت من القصر وكانت ذات قوة وشجاعة وتوجهت إلى نور الدين. هذا ما كان من أمر مريم".
ليصبح نورالدين -بعد أن أوهمنا الكاتب كثيراً أنه البطل المضحى- دوره منحسراً فى "المسكين" على حد الوصف المتكرر للكاتب، وبلاشك فالكاتب قصد أن يكون نورالدين على هذا الشكل من الضعف والغباء!
"يقول نور الدين:
  يا مريم أطرحي أليم عـتـابـي       لا تقصدي قتلي وطول عذابـي 
من أين لي أني أكون محـاربـاً        إني لأفزع من نعـاق غـراب
وإذا نظرت الفأر أفـزع خـيفةً       وأبول من خوفي على أثوابـى"
  ويصبح كل هذا عجيباً، فى عصر لم يكن أبطاله فى الحرب والسلم إلا رجال، فما الذى جعل الكاتب ينحو هذا المنحى العجيب الغريب، ويسطر بيراعه قصة تحكى فروسية أنثى فى عصر يسيطر عليه الرجال!

تعليقات

  1. أعتقد أن فروسية النساء لم تكُ منعدمة، بل موجودة، لكن طغيان فروسية الرجال جعل مهارات النساء غير بارزة، ولا ننسى خولة بنت الأزور فقد كانت فارسة مقاتلة وغيرها من النساء...
    الذي أضحكني في قراءتك هي تلك الأبيات التي تحمل طابع الملح:
    وإذا نظرت الفأر أفـزع خـيفةً وأبول من خوفي على أثوابـى"

    محبتي

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك، الذى لفت انتباهى بنية القصة نفسها، لقد تعمد الكاتب أن يلغى صفة الرجل عن نور الدين مكتفياً بذكوريته . بل تعمد إهانته أيضاً ففى مجتمع يعلى من الرجال .

      حذف

إرسال تعليق

انقدنى ولا تبالى!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رباعيات الحزن

وقل رب ارحمه يا رب ارحمه كما رحمني صغيرًا؛ ورحمته بمن سأل وتوسم فيه شيئًا من قدرتك واعتقد بأنه جند من جنودك … لم يغادرني بعد أغادرت؟! لا لم تغادر؛ قلبي يتلو علىَّ المشاهد التي تجمعنا والتي لم تجمعنا … قلبي ليس بمقتنع بعد … من الضيق إلى السعة … من الضيق إلى السعة، ومن البؤس إلى الأمل، ومن الشقاء إلى الهناء، ومن الحب بغرض إلى الحب بلا نفاق ولا أجل … سلام عليك وسلام إلى الحبيب المصطفى. رجلًا! ومن يعرفه يعرف معنى الكلمة، وذاق حلاوتها وحصد آثارها وداعًا عمي، لقد بقيت لنا ذكراك لتحزننا وتخزينا من تقزم الرجال …

رويدا

رويدًا… رويدًا يا رويدا بعض التمهل يحي وبعضه قاتل ……… يا رويدا على محياك صمتًا يعبر عن اللاجدوى كأن من تكلم يفعل كأن من صمت يأخذ ذهبًا ……… يا رويدا في قلبك صبرًا لأنه شهد البوائد لأنه يعلم الحاضر ويوحى إليه بالغيب يكيدون كيدًا وتصبرين صبرًا على ذلك العالم الفاسق ولتمهلي عشاقك الجاحدين عمرًا ليروا نصرك الساحق … لكن يا رويدا مللنا الصبر فالصبر يُقلب لقهر يصل بنا إلى العهر …… صبرًا الصبر هنا قاتل يتغلغل بالبلادة إلى القلب ………….. يا رويدا في نفسك حبًا جميلًا أطلقيه ابعثي بمشاعر الود اصنعي جسرًا من الرحمة يصل بنا إليك كلنا إليك فقراء فارفعي رأسك بالفخر دعينا ننظر لعينيك ليس بالقلب بل عين لعين لننس شقاءً نعلمه وشقاءً لا نعلمه بعد

الحب يبتلينا