يجلس الكاتب "آني" إلى ورق البردي يميل برأسه فيشم رائحته… يخفق قلبه خفقة، ثم يموت! يتألم "خنسو" الكاتب يتذكر جدله وجلده ثم يجلس إلى ورق البردي يبثه الشكوى والنجوى يكتب ما أوصى "آني" يكتب ما استظهره بالفلكة يكتب حتى تدمى يداه يكتب حتى يفهم… أخذ "خنسو" البردي يقطر دمه ويعلو صخرة وسط المعبد وينظر حوله يشرأب بعنقه كأنه يطاول تماثيل الإله… ينادي يا خلق… لا فائدة من الطرق عقولكم كفاسد البيض قلوبكم كالصخر… وهل نسيت أنا ذلك الذي وضع براز فرس النهر على رأس كبيركم؟! وذلك الذي تحرشت به نساؤكم؟! لم يبال أحد بهم فلأصمت أنا إذن وليحجم القهر النهر أين العقل؟! فلأكتب حتى تدمى يداي ويتشرب البردي دمي!
التدوين لمدة 365 يومًا متواصلة، إلى أن ينقطع حبل أفكارى القصير أصلًا! أه وبما أننى مصرى فهذه الحوليات تعبر عن حضارة سبعة آلاف عام مرار طافح!!