مجتمع الحيوانات في الغالب لما أكون راكب التاكس ببقى صامت كحائط أسمنتي، ولا تجدي معي أية محاولة لكسر هذا الصمت حتى بالغمز واللمز! لكن في بعض الأحيان أشعر بالسوء الشديد لتجاهله، ويأتي في عقلي حينها... أنه يجلس خلف المقود ست ساعات أو تزيد ويمارس عمله في أكثر أيام العام حرارة، فلا يضيرني أن أتكلم معه قليلًا! والحقيقة أنه ليس كلامًا بين شخصين وكذلك ليس كلامًا به منطق، بل هو أقرب إلى الهلوسة... أقرب إلى الكلام الاجتراري لمجموعة من النساء على مصطبة! هناك أعمال ذات صعوبة واضحة هذه واحدة منها، ولأنه لا أحد يرأف بأحد. على الإنسان إذن أن يطبطب على نفسه... لذلك لا أستعجب عندما ينهش سواق التاكسي لحم الراكب الحي مطالبًا بأجرة أعلى من المعتاد؛ لأنه لم يتبق له إلا أن ينهش في الأخرين كردة فعل حيوانية ممتازة على نهش الأخرين له!
التدوين لمدة 365 يومًا متواصلة، إلى أن ينقطع حبل أفكارى القصير أصلًا! أه وبما أننى مصرى فهذه الحوليات تعبر عن حضارة سبعة آلاف عام مرار طافح!!