انتهى الأمر وكان ما كان، واعتقد الإنسان أنه لحق بالخلود! فأخذ يكتب على كل شيء حجر.... ورق.... هواء! مستخدمًا يديه العاريتين أو مسلحًا بأزميل أو ريشة أو عظام إنسان! ولأنه يكتب للخلود، فكيف يكتب عن الوالد والمولود؟! ولأنه يكتب للخلود، كتب بالحق أو بالزيف لا فرق المهم أن يفتح القارئ فاه..... لم يعد في الكتابة عدل بل خلود يكتسح في طريقه الجهلاء والبسطاء...... فكان لزامًا أن يوحي الخالق لمن يسعى إلى الخلود......... أن للكلمة قداسة فلا تزيف ولا تمتهن ولا تنتهك..... فـأخذت الكتابة مسار الأمجاد..... ولأن الإنسان إنسان.... كان لا بد من تأويل كل نص موحى به أو كتبه سلف أو خلف، حتى يستطيع الفهم ! ولأن البعض يفهم أكثر من البعض، استعطف الساذج الفاهم أن حدثني عن معنى تلك! وكان يكفي أن يكتب ساذج واحد وراء فاهم واحد، لينتشر الكتّبة على وجه الأرض...... وكان يكفي أن ينظر الفاهم ليجد وراءه عصبة من الكتّبة لا يرتجفون أثناء كتابة أرائه الفخيمة من أي أسد يمر بجوارهم.... فأدركته العظمة وشعر بأنه خالد حقًا!
التدوين لمدة 365 يومًا متواصلة، إلى أن ينقطع حبل أفكارى القصير أصلًا! أه وبما أننى مصرى فهذه الحوليات تعبر عن حضارة سبعة آلاف عام مرار طافح!!