قراءة فى
ليس مبالغاً فيه أن أقول أن هذه أول قصة ذات حبكة فى العالم تعطى البطولة المطلقة لأنثى، بل و تمنحها القوة العضلية ليقوم الذكر بالصياح والتعجب فقط!
"فتعجب نور الدين من فعلها وشجاعتها ومن قوة قلبها وطار قلبه من الفرح واتسع صدره وانشرح وقال لها: مرحباً يا منيتي وسؤلي وغاية مطلبي".
وبعيداً عن تقليدية الحكى فى ألف ليلة وليلة، تصبح الأنثى المخلصة هى الحدث الأبرز بما تمتلكه من قوة ومكر ودهاء!
" ثم حملت معها شيئاً من المأكل والمشرب ولبست آلة الحرب والكفاح من العدة
والسلاح وأخذت معها لنور الدين ما يسره من الملابس الملوكيه الفاخرة وأهبة
السلاح الباهرة ثم أنها رفعت الخرجين على أكتافها وخرجت من القصر وكانت ذات
قوة وشجاعة وتوجهت إلى نور الدين. هذا ما كان من أمر مريم".
ليصبح نورالدين -بعد أن أوهمنا الكاتب كثيراً أنه البطل المضحى- دوره منحسراً فى "المسكين" على حد الوصف المتكرر للكاتب، وبلاشك فالكاتب قصد أن يكون نورالدين على هذا الشكل من الضعف والغباء!
"يقول نور الدين:
يا مريم أطرحي أليم عـتـابـي لا تقصدي قتلي وطول عذابـي
من أين لي أني أكون محـاربـاً إني لأفزع من نعـاق غـراب
وإذا نظرت الفأر أفـزع خـيفةً وأبول من خوفي على أثوابـى"
ويصبح كل هذا عجيباً، فى عصر لم يكن أبطاله فى الحرب والسلم إلا رجال، فما الذى جعل الكاتب ينحو هذا المنحى العجيب الغريب، ويسطر بيراعه قصة تحكى فروسية أنثى فى عصر يسيطر عليه الرجال!
أعتقد أن فروسية النساء لم تكُ منعدمة، بل موجودة، لكن طغيان فروسية الرجال جعل مهارات النساء غير بارزة، ولا ننسى خولة بنت الأزور فقد كانت فارسة مقاتلة وغيرها من النساء...
ردحذفالذي أضحكني في قراءتك هي تلك الأبيات التي تحمل طابع الملح:
وإذا نظرت الفأر أفـزع خـيفةً وأبول من خوفي على أثوابـى"
محبتي
أشكرك، الذى لفت انتباهى بنية القصة نفسها، لقد تعمد الكاتب أن يلغى صفة الرجل عن نور الدين مكتفياً بذكوريته . بل تعمد إهانته أيضاً ففى مجتمع يعلى من الرجال .
حذف