التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الشاذ

خالف تعرف

مبدأ تاريخي أن أي مجدد يوصمه مجتمعه بالخارج عن المألوف (الشذوذ) لمجرد أن رأى حق غير الحق الذي يروه أو سلك على هواه!
وأصبح المثل الدارج تكاد دلالاته تنطق بالفضيحة والجرم "خالف تعرف"… وكأن الخلاف سبة والتفكير خطيئة، على الرغم من أن المثل موجه لمدعي الاختلاف، إلا أن المثل يكاد ينطق بالحيرة والخلل!

من أنعى

الشاذ" نور الشريف"؛ تقيئت الصحف علينا بهذا الخبر ولاكته بعض الألسنة التلفزيونية البغبغائية _وبالمناسبة القضية قديمة من قبل الثورة_ إلا نفر قليل من أصحابه نفت عنه الخبر سريعًا وبشكل مقتضب!
حقيقة أنا لست معني بشذوذه، ولا أخبار الفن والفنانين العرب الذين أكرهم كثيرًا ولا كنت يومًا مترحمًا على أحد منهم لأنه ببساطة لا يتذكر عالمنا اللامأسوف عليه عالم في مجال أخر غير الرقص! أو كما قال بلال فضل عن الازدواجية بين مشاهدتنا للسينما واقتناعنا المطلق بأن هذا الوسط للعاهرات فقط، ومع هذه الحقيقة المؤسفة إلا أن هذا لا يغير من الواقع شيئًا ولن يجعلني أتعاطف معهم يومًا
ببساطة "نور الشريف" رافقني كثيرًا في الطفولة، أعماله مختلفة كثيرًا حتى عن أبناء جيله، والمختلفون في فن إضحاك الحاكم وإلهاء الجماهير قليل!

نور الشريف يعني:
  1. عمر بن عبد العزيز
  2. لن أعيش في جلباب أبي
  3. حبيبي دائمًا على الرغم من أنا بكره الفيلم ده، لأسباب تتعلق بكرهي للمبالغة في الحب
  4. زمن حاتم زهران
  5. غريب في بيتي
  6. الحفيد
  7. سواق الأتوبيس

حتى لما شعر بقرب موته، أعلن برغبته في إذاعة مشهد موت عمر بن عبد العزيز الذي أعتبره رغبة منه في تصدير صورة حسنة غير ما يتذكره بها الناس، ورسالة سياسية تاريخية ليعتبر الغافلين! رسالة لمن يسمع ويرى حتى يفهم…

مشهد من فيلم ناجي العلي
هذه قائمة قصيرة لأعماله المرافقة لطفولتي! لن أقول أدائه رائعًا في كل أفلامه ومسلسلاته، بل على الأقل أجده اختار بكل أريحية أن يقدم رسالة تضامن ودعم للجماهير المطحونة بالأساس على حساب الفن… ناجي العلي مثلًا لم يكن مصنوعًا جيدًا ولكنه أراد الرسالة أراد الصرخة بدون أن يتفزلك على مشاهديه بعد ذلك ويذكرهم في كل لحظة إنه بيفهم!
نور صريح، في لقاء مع صلاح السعدني يعترف بكل صراحة إن حياته الأولى في السينما كانت" زي الهباب" وغرته أضواء الشهرة وجرى وراء النساء على الرغم من زواجه من بوسي، وإنه قرر يصنع نفسه من جديد لأنه اكتشف خيبته الثقيلة!
للأسف يا نور خيبتك ليست بثقيلة، لأنك فرد بالنهاية… خيبتنا كمجتمع أثقل من خيبتك، فتلفزيونا العزيز لا يعرض إلا أعمالك التافهة التي تتبرأ منها، نحن لا نعرف أفلامك المهمة لا أحد يلتفت إليها!
فهل أنعيه أم أنعى مجتمع بكامله لا يستطيع أن يفرز بدائل لأشخاص راحلين، والمفترض أنه موضوع تافه لا يمثل أولوية في مجتمع يبيع الحديدة!
حقًا كم أنت شاذ أ نور!



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاحيظ جمع ملحوظة

الغريب إن كلمة أحا ، تجيبها يمين تجيبها شمال هى أحا! مصر تعنى الحد بيين شيئين ، الآن الحق و الباطل ليس من ضمنهما! الآن يقف المعلمون فى طابور الصباح ، والطلبة فى سباتهم يحلمون ويحتلمون! حامل البضان الملكية ، ومن لايحملهم! أسخف من مذيع أو سياسى! نحن نستهلك كل شئ ، حتى أولادنا نستورد الفياجرا لإنجابهم!

والنبى إيه... بالذمة!

فى ناس قمامير كدة لوحدهم، يبقى الباحث المحترم اللى بره قعد يجرب فى نظريته -فى المتوسط كدة- بتاع عشر سنيين قوم ييجى واحد فذلوك عايز ينقد النظرية.. قوم ينقدها نظرى ولو طبقها لن تتاح له الامكانات ولا الظروف اللى الباحث الأجنبى ده تعب قلبه وضيع عمره فيها...... ياه الناس دى أساطير فعلًا بروح مهماهاتهم الطيبة عايزين يمحوا تعب عشر سنين فى حين إنهم لسه فى زمن paste و copy! بص يا سيدى بقى احنا هنا، اللى باباه سباك بيطلع سبالك... واللى باباه طبيب بيطلع طبيب... واللى باباه دكتور بيطلع دكتور... واللى باباه مستشار بيطلع مستشار.... واللى باباه ناشط سياسى... بيطلع ناشط سياسى..... هى دى بقى ياسيدى الطبقة المتوسطة العليا والطبقى العليا... طب بالله عليك.. بالله عليك عايزنا بعد الجمود ده نتغير بأمارة إيه طيب؟!

يا سنة سوخة يا ولاد

السيكوباتية وقيم العمل المُدمَرة هل تؤمن بنظرية المؤامرة؟ هل شعرت ذات مرة وأنت تشاهد التلفاز أنهم يبيعونك ويشترونك بأثمان بخسة؟! هل شعرت أن قيم مجتمعك بالية؟ هل شعرت بأنك في مرحلة ما من عمرك كنت كالإسفنجة تتشرب عادات مجتمعك ثم في مرحلة أخرى لم تجد إلا الوسخ هو الباقي؟! جاك جلينهال المبدع يتقمص دور تلك الإسفنجة التي لم يبق فيها إلا الوسخ في فيلم "الليل الزاحف (دود الأرض) "Nightcrawler أو كما ترجمته "ليلة سودة" وأعتقد أنها الأنسب! لنسرد سمات تلك الإسفنجة: لم يكمل تعليمه، سريع التعلم، يحب الاطلاع عبر الانترنت، خضع لعدة دورات تدريبية عبر الانترنت كذلك، منعزل كاره للبشر، وربما يقتل _ليس بيديه العاريتين_ في سبيل أن يفوز في سباق الحياة... كل ذلك كما تشربه من المجتمع! كان سارقًا لحديد البالوعات ونحاس الأسوجة، وبالصدفة وجد عملًا أكثر سهولة وهو بث الأخبار العاجلة وبالأحرى بث رماد الموتى عبر الأثير.... لم يتطلب منه الأمر إلا مقابلة بسيطة مع مصور حوادث ذو خبرة قاله له مبادئ العمل والباقي من الانترنت! لا يوجد مشكلة حتى الآن؛ لكن المخرج أو السيناريست لم يترك