التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المعلم المستحيل

صامتًا كالقبر تحوم حوله الضجة، يهمس بدلًا منه المذياع وتصيح جوارحه قامعة غريزة البقاء بداخل طلبة مستميتين داخل الحلبة لأطول فترة ممكنة!
على الرغم من التحذيرات لم يكف يومًا عن اصطحاب مذياعه الصغير، فلا يطيب له الجلوس إلا بسماع ترتيل مرة أو غناء وموسيقى مرة.... المذياع دائمًا يهمس، فلا يسمعه أقرب طالب منه.
لم ينهض مرة واحدة من على الكرسي الخرزاني، تكفي نظرته الصاعقة لتحول أي غريزة بقاء لعدوان تأكل صاحبها.
زملاؤه يزفونه في كل مكان بأنه لم يكتب محضر غش واحد طوال حياته المهنية.
سلسلة فضية، خاتم فضي، تي شيرت قطني، سروال جينز، حذاء من الجلد٠٠٠٠
دائمًا ما يراوده سؤال "هل يوجد معلم غير أنيق؟!"
يجده زملاءه منتصبًا شارحًا والفصل يبدو فارغًا، إلا أنهم يدققون فيجدون طالبًا أو اثنين منبهرين متفاعلين.
دائمًا ما يسأل نفسه "هل يوجد معلم غير سعيد؟!"
انتهى الزمن، وبدؤه كنهايته صمت ونفوس تسعد أو تحترق .......شهيق زفير، ترتسم على شفتيه ابتسامة "الآن فقط سأحتمي من الهجير....."
تحوم حوله الضجة، طلبة يصيحون غير راضين عن أداء المراقبين الحصيف!متعجبًا الناس تتقهقر بعد كل هذا العذاب الذي رأوه.... تحوم حوله الضجة، وبكتف غير قانوني يعتدي عليه أحد الطلبة، يلتف حول نفسه لا يرى أحدًا، ينبعث ألم من شقه الأيمن، يضع يده، يشعر بالملمس اللزج .....
هكذا إذن بلغ التقهقر مداه، وابتلع العدوان كل من تحداه!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاحيظ جمع ملحوظة

الغريب إن كلمة أحا ، تجيبها يمين تجيبها شمال هى أحا! مصر تعنى الحد بيين شيئين ، الآن الحق و الباطل ليس من ضمنهما! الآن يقف المعلمون فى طابور الصباح ، والطلبة فى سباتهم يحلمون ويحتلمون! حامل البضان الملكية ، ومن لايحملهم! أسخف من مذيع أو سياسى! نحن نستهلك كل شئ ، حتى أولادنا نستورد الفياجرا لإنجابهم!

يا سنة سوخة يا ولاد

السيكوباتية وقيم العمل المُدمَرة هل تؤمن بنظرية المؤامرة؟ هل شعرت ذات مرة وأنت تشاهد التلفاز أنهم يبيعونك ويشترونك بأثمان بخسة؟! هل شعرت أن قيم مجتمعك بالية؟ هل شعرت بأنك في مرحلة ما من عمرك كنت كالإسفنجة تتشرب عادات مجتمعك ثم في مرحلة أخرى لم تجد إلا الوسخ هو الباقي؟! جاك جلينهال المبدع يتقمص دور تلك الإسفنجة التي لم يبق فيها إلا الوسخ في فيلم "الليل الزاحف (دود الأرض) "Nightcrawler أو كما ترجمته "ليلة سودة" وأعتقد أنها الأنسب! لنسرد سمات تلك الإسفنجة: لم يكمل تعليمه، سريع التعلم، يحب الاطلاع عبر الانترنت، خضع لعدة دورات تدريبية عبر الانترنت كذلك، منعزل كاره للبشر، وربما يقتل _ليس بيديه العاريتين_ في سبيل أن يفوز في سباق الحياة... كل ذلك كما تشربه من المجتمع! كان سارقًا لحديد البالوعات ونحاس الأسوجة، وبالصدفة وجد عملًا أكثر سهولة وهو بث الأخبار العاجلة وبالأحرى بث رماد الموتى عبر الأثير.... لم يتطلب منه الأمر إلا مقابلة بسيطة مع مصور حوادث ذو خبرة قاله له مبادئ العمل والباقي من الانترنت! لا يوجد مشكلة حتى الآن؛ لكن المخرج أو السيناريست لم يترك

إنسان 8

عزيزى الطالب فى أى مرحلة وأى مكان، اتنيل وحط الكتاب جوا عقلك واخرس خالص! أمريكا تتصنت على كلبها الأوربى القوى، أما يجب على كل منا أن يلف نفسه فى ورق فويل قبل ما يخش الحمام! الفترات الانتقالية بعد الثورات ليست لتطبيق العدالة على الأشرار بل لتعليم الشعوب قليلة الأدب طأطأة الرأس لقادة ثورتها المجيدة! ملخص خروج حاتم خاطر، اتقبض عليه أول أمس وخرج أمس.... هكذا من له ظهر لم يصفع على قفاه! العدالة تُتطبق لصالح الأغنياء فقط، عندك مانع؟!  انقذوا مصر.. انقذوا العرب... انقذوا المسلمين... ياااه يا ابنى نحن غرقى من قرنين فاتوا! لا أحد يحب أن يستمع إلى عيوبه، اللهم إلا المجانين والمتخلفين عقلياً! لم تترك ريموت التلفزيون من يدك، طالما إنت قادر تمسكه وتوقعه! نحن فى حقبة المعلومات المعلبة! نجيب محفوظ وأنيس منصور كاتبان خدعا الملوك والشعوب! كل أسئلتنا لها إجابة واحدة، هى أننا بشر! فهل نحن بشر؟ أم خشب مسندة؟!