السيكوباتية وقيم العمل المُدمَرة
هل تؤمن بنظرية المؤامرة؟ هل شعرت ذات
مرة وأنت تشاهد التلفاز أنهم يبيعونك ويشترونك بأثمان بخسة؟! هل شعرت أن قيم
مجتمعك بالية؟ هل شعرت بأنك في مرحلة ما من عمرك كنت كالإسفنجة تتشرب عادات مجتمعك
ثم في مرحلة أخرى لم تجد إلا الوسخ هو الباقي؟!
جاك جلينهال المبدع يتقمص دور تلك
الإسفنجة التي لم يبق فيها إلا الوسخ في فيلم "الليل الزاحف (دود الأرض) "Nightcrawler
أو كما ترجمته "ليلة سودة" وأعتقد أنها الأنسب!
لنسرد
سمات تلك الإسفنجة: لم يكمل تعليمه، سريع التعلم، يحب الاطلاع عبر الانترنت، خضع
لعدة دورات تدريبية عبر الانترنت كذلك، منعزل كاره للبشر، وربما يقتل _ليس بيديه العاريتين_
في سبيل أن يفوز في سباق الحياة... كل ذلك كما تشربه من المجتمع!
كان سارقًا لحديد البالوعات ونحاس
الأسوجة، وبالصدفة وجد عملًا أكثر سهولة وهو بث الأخبار العاجلة وبالأحرى بث رماد الموتى
عبر الأثير.... لم يتطلب منه الأمر إلا مقابلة بسيطة مع مصور حوادث ذو خبرة قاله
له مبادئ العمل والباقي من الانترنت!
لا يوجد مشكلة حتى الآن؛ لكن المخرج أو
السيناريست لم يتركنا ننعم بهذه الشخصية المكافحة وفورًا عاجلنا بمشهد بين البطل
ومسئولة أحد القنوات بأنها تهتم فقط بالحوادث كامرأة منزوعة الحنجرة تجري وسط
الشوارع!
ولم يكذب خبرًا، سارع إلى التصوير حتى
إنه في أحد المرات عطل رجلًا عن الاتصال بالإسعاف ويدمر موقع الجريمة في أخرى...
ولم يكتف بل يميت الناس من أجل إطالة مشهد "القبض على المجرم" وبالتالي
تمتلئ قبضة يده مالًا كثيرًا!
القاص والمخرج صنعا بطلًا انتهازيًا يمتلك ذكاءً صافيًا قادرًا على الأخذ بناصية
الأحداث، وأوصلاني بسرعة وحرفية شديدة وبدون أي ملل بأن ذلك البطل سيكوباتي بأن كل الإعلاميين سيكوباتيين!
شوقتني لمشاهدة الفلم فاروق
ردحذفعموما السيكوباتية موجودة في كل اﻷوساط وليس بين اﻹعﻻميين فقط
تحياتي :)