التخطي إلى المحتوى الرئيسي

القرد...... الحمار!

منذ ازدهاره وتفتح عقله، ناءت نفسه بأثقالها! قال ما لها؟! نعم... نعم، فالجميع ينادونه بالقرد.. يا قرد.. يا قرد. كره نفسه، أي اسم عائلة هذا؟ القرد؟! تبًا لجدي!
عامل بالأجرة منذ استواء عوده كالقصب، لا بل بالسخرة كما اعتقد دائمًا. هو الأمهر في زراعة وجني محاصيل الأرض السوداء، عرف كل أنواعها من صعيدها لشمالها. أراده الجميع لمهارته وهو لا يريدهم، لم ينحني ولم يطالب بأجره يومًا. وإذا تأخرت يرحل بلا غضب، على شفتيه ابتسامة يميز البعض غيظًا بها!
حل بمصر من الأمصار يومًا، وجد يافطة في استقباله "الحمّار يدعوكم لزفاف كريمته".
أبوه قال له يومًا "فك الخط يا ابني" فكه بصعوبة شديدة بعد أن انقض شيخه يومًا على قدميه بالعصا حتى أدماها، حينها أدرك أن قدميه مهمة فهي رأس ماله. إلا أنه كان يفك الخط ولا يعرف كيف يربطه مرة أخرى!
عمل عند الحمّار في أرضه وجده طيبًا فهو يكرم عماله. وجده شريرًا فهو يلهب ظهورهم عندما يرفع أحدهم عقيرته طلبًا لأجر إضافي مقابل طلباته التي لا تنتهي.
هو الوحيد الذي لا يهتم، هو الوحيد الذي ألهب السياط ظهره بلا سبب ورغم ذلك لم ينحني، انتبه الحمّار.... عدّه معجزة كونية. قربه، أطعمه، كساه، جعله رئيسًا على الأجراء. للأسف المعجزة عاجزة عن نطق اسمه بشكل صحيح فعندما يناديه يقل له "يا عم الحمار"، ولم يفلح معه الصفع ولا التصويب "الحمّار يا حُمار".
الحقيقة أن الكلمة التي رآها لم تفارق مخيلته، فهو فكها هكذا..... ما الفرق؟ لا يوجد فرق! ويُصفع على قفاه ويبتسم، لماذا هذا تحديدًا لم يفارقه؟ لم يجد يومًا سبب غير أن "الحمار" أدناه وأحبه، وسبب أخر يتمناه هو أن يتبناه، أن ينتسب لعائلة "الحمار"
فعلًا نسي الجميع اسم "القرد" وناداه الجميع بــــ "الحُمار" يا حمار.... يا حمار! وسعد سعادة غير عادية خاصة بعد أول مولود له، حتى أنه أسماه في شهادة الميلاد "سعد سعيد محمدين الحمار- القرد سابقًا"!
وحتى أنه ذهب فرحًا لسيده "الحمار" حفيدك يا سيدي لقبته بلقبك الشريف، إلا أنه نظر له بغضب استنكره وقال له "أعطني  الشهادة يا ابن الكلب" إلا أنه ضحكة بجلجلة استعجبها وقال له "الحمار" لا بأس لقب مناسب"
الموقف مازال يحيره كثيرًا ولا يفهمه ما بين غضب أحفاده وضحكة سيده ورضاه بما فعله........

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاحيظ جمع ملحوظة

الغريب إن كلمة أحا ، تجيبها يمين تجيبها شمال هى أحا! مصر تعنى الحد بيين شيئين ، الآن الحق و الباطل ليس من ضمنهما! الآن يقف المعلمون فى طابور الصباح ، والطلبة فى سباتهم يحلمون ويحتلمون! حامل البضان الملكية ، ومن لايحملهم! أسخف من مذيع أو سياسى! نحن نستهلك كل شئ ، حتى أولادنا نستورد الفياجرا لإنجابهم!

والنبى إيه... بالذمة!

فى ناس قمامير كدة لوحدهم، يبقى الباحث المحترم اللى بره قعد يجرب فى نظريته -فى المتوسط كدة- بتاع عشر سنيين قوم ييجى واحد فذلوك عايز ينقد النظرية.. قوم ينقدها نظرى ولو طبقها لن تتاح له الامكانات ولا الظروف اللى الباحث الأجنبى ده تعب قلبه وضيع عمره فيها...... ياه الناس دى أساطير فعلًا بروح مهماهاتهم الطيبة عايزين يمحوا تعب عشر سنين فى حين إنهم لسه فى زمن paste و copy! بص يا سيدى بقى احنا هنا، اللى باباه سباك بيطلع سبالك... واللى باباه طبيب بيطلع طبيب... واللى باباه دكتور بيطلع دكتور... واللى باباه مستشار بيطلع مستشار.... واللى باباه ناشط سياسى... بيطلع ناشط سياسى..... هى دى بقى ياسيدى الطبقة المتوسطة العليا والطبقى العليا... طب بالله عليك.. بالله عليك عايزنا بعد الجمود ده نتغير بأمارة إيه طيب؟!

يا سنة سوخة يا ولاد

السيكوباتية وقيم العمل المُدمَرة هل تؤمن بنظرية المؤامرة؟ هل شعرت ذات مرة وأنت تشاهد التلفاز أنهم يبيعونك ويشترونك بأثمان بخسة؟! هل شعرت أن قيم مجتمعك بالية؟ هل شعرت بأنك في مرحلة ما من عمرك كنت كالإسفنجة تتشرب عادات مجتمعك ثم في مرحلة أخرى لم تجد إلا الوسخ هو الباقي؟! جاك جلينهال المبدع يتقمص دور تلك الإسفنجة التي لم يبق فيها إلا الوسخ في فيلم "الليل الزاحف (دود الأرض) "Nightcrawler أو كما ترجمته "ليلة سودة" وأعتقد أنها الأنسب! لنسرد سمات تلك الإسفنجة: لم يكمل تعليمه، سريع التعلم، يحب الاطلاع عبر الانترنت، خضع لعدة دورات تدريبية عبر الانترنت كذلك، منعزل كاره للبشر، وربما يقتل _ليس بيديه العاريتين_ في سبيل أن يفوز في سباق الحياة... كل ذلك كما تشربه من المجتمع! كان سارقًا لحديد البالوعات ونحاس الأسوجة، وبالصدفة وجد عملًا أكثر سهولة وهو بث الأخبار العاجلة وبالأحرى بث رماد الموتى عبر الأثير.... لم يتطلب منه الأمر إلا مقابلة بسيطة مع مصور حوادث ذو خبرة قاله له مبادئ العمل والباقي من الانترنت! لا يوجد مشكلة حتى الآن؛ لكن المخرج أو السيناريست لم يترك