دائمًا كان هناك حركات داخل العالم الإسلامى تعبر عنه كجزء من كل، فسيفساء تشكل الصورة الكلية للإسلام. فعلى الرغم من أن تاريخنا الإسلامى ملئ بتكفير وقتل المعارضين بأبشع قتلة إلا أنك لن تجد اسمًا لحركة تحتكر الأرضية التى يقف عليها الجميع، دائمًا ما تجد الشكل مختلفًا لكن الأصل والجوهر واحدًا أبدًا! إذًا ماذا حدث؟
كل هذا الذى نعيشه ناتج لانبطاحنا المتتالى، خوفنا العميق من الآخر، فشلنا فى التعايش مع بعضنا. حاضرة إسلامية انتهت، صعدت حضارة آخرى غربية. وكان حتميًا أن ترد على شعوب احتكرت العالم طويلًا، وخاصة أنها من دين معادى!
لم نفعل شئ طوال ثمانية قرون منقضية إلا رد فعل، رد فعل شخص لا يملك من أمره شيئًا! رد فعل على التغريب والتغيير القسرى لثقافة أصيلة لها جذور بعمر هذا الكوكب. النزق والحمق والسرعة والعشوائية كل هذا من سمات رد الفعل، ويصل بك الأمر أحيانًا إلى مزيد من الإنطوائية والعزلة.
كان لزامًا من وجهة نظر البعض إذًا التفرقة بين كل ما هو غربى دخيل وما هو عربى إسلامى أصيل. لذلك ظهرت مسميات مثل الاقتصاد الإسلامى، الإسلام السياسى.. إلخ بل وصل بالأمر البعض أن ينادى بالسرير والحمام الإسلامى!
لم يع البعض دروس الماضى جيدًا، فالحركة المقاومة للإستعمار لم تبدأ إلا على يد
الشيوخ وأصاحب التوجه إلى التمسك بالأصالة. فجمال الدين الأفغانى -فى مصر مثلًا- درس على يديه الإمام وعبدالله النديم ورشيد رضا وسعد زغلول ومصطفى كامل وقاسم أمين! كل هؤلاء جمعتهم الأرضية الواحدة الصلبة والباقية التى لا تزول، لذلك لم يفكر أحدهم مطلقًا فى هذه المرحلة الأولى أن يسمى نفسه إسلاميًا أو ليبراليًا أو شيوعيًا أو علمانيًا! لقد أدركوا هدفهم -فى هذه المرحلة- جيدًا وهو البناء لا الهدم، الوحدة لا التشرذم، لذلك كانوا مهابى الجانب مسموعى الكلمة وخاصة بعد الثورة العرابية أرادوا لأنفسهم أن
الشيوخ وأصاحب التوجه إلى التمسك بالأصالة. فجمال الدين الأفغانى -فى مصر مثلًا- درس على يديه الإمام وعبدالله النديم ورشيد رضا وسعد زغلول ومصطفى كامل وقاسم أمين! كل هؤلاء جمعتهم الأرضية الواحدة الصلبة والباقية التى لا تزول، لذلك لم يفكر أحدهم مطلقًا فى هذه المرحلة الأولى أن يسمى نفسه إسلاميًا أو ليبراليًا أو شيوعيًا أو علمانيًا! لقد أدركوا هدفهم -فى هذه المرحلة- جيدًا وهو البناء لا الهدم، الوحدة لا التشرذم، لذلك كانوا مهابى الجانب مسموعى الكلمة وخاصة بعد الثورة العرابية أرادوا لأنفسهم أن
يكونوا فاعلين لا أصحاب ردود فعل شرطية تلقائية أو تقليدية مصطنعة أو مشوهة!
جاء الاحتلال وحل بكل ثقله، وجد الخونة القوم يمكن استثارة الصراعات بينهم على الشكل والسبل والغايات، وجدهم يرتكبون أخطاء فى غاية الغباء والتشنج، وجدهم يميلون من جديد لرد الفعل! وكان انكسار الفكر الأفغانى الموحد لا المفرق، كان نموذجًا ساطعًا على فشل العمل الجماعى! أخذ كل منهم طريق، تهنا، تشرذمنا، وكان السب والاتهامات الجوفاء هى الأقرب على الألسنة.... فجمال الدين الأفغانى شيعى.. ماسونى.. ماسح للجوخ العثمنلى، عميل انجليزى! بل الأكثر طرافة عرابى كان عميلًا للإنجليز!
أين الحل إذًا؟ قائمة الحلول مفتوحة على مصراعيها لنخرج من دائرة رد الفعل التى تجعلنا مشلولين طوال الوقت... لكن حتمًا لابد من أولويات:
- الإيمان بأن الجميع مشتركين ومتمسكين بالأرضية، حتى لو لم يكونوا كذلك! لأن الزمن سيفضح المنافقين والمدعين، لأن التاريخ والمجتمع يلفظ الأغبياء!
- التربية هى الحل.
- الكف عن احتكار المسمي الذى يجمعنا جميعًا! ولتكن أسماء تعبر عن أهداف الحركات السياسية أو الدعوية أو الاجتماعية.... إلخ.
- لابد من تنحى كل القيادات الحالية، وتولى الراشدين والشباب كافة المناصب!
- وجود قائد مثال أمر لابد منه -حتى لو قال أحد لابد أن يكون التغيير من الأسفل- أو على الأقل قائد يبدأ الخطوة الأولى نحو التغيير.
ملحوظة
من قبل كتبت مقالاتين فى غاية الارتباك عن الحالة المعاصرة لمجتمعنا، وانحسارنا داخل دائرة رد الفعل. وأكتب مقالة ثالثة لعلها لا تكون مرتبكة هى الآخرى!
بجد حسيت اني بقرء لكاتب كبير بجد ما شاء الله عليك فاروق لو تحب تنشرها بجريدة الكترونية عرفني وان شاء الله ربنا يقدرني واوصلك بشخص ينشرهالك
ردحذف