قد تجد كل كتب التاريخ متشابهة، أو أنها تحدثك عن الحاضر لا ما مضى. هذا تنظير جيد وبحت أن تتدعى أن كل شئ متكرر على مستوى الوطن... لكن ماذا عنك أنت؟، ماذا عن التجربة الشخصية بالأشياء والأحداث والبشر؟!
البعض منا لا يتورع عن قذف الآخرين، هل وضعت نفسك فى مكانه بنفس الظروف والمعتقدات والاحتياجات؟!
المثال الأبرز المتكرر عملية الولادة، فالنساء يلدن كل بضع ثوانى فى مختلف بقاع الأرض وعلى الرغم من ذلك يتحدث الرجال وبعض من النساء التى لم يعشن التجربة بأنه شئ عادى "ما المختلف ما الستات بتولد من أول الخليقة"!
لا إدراك هنا إلى كم المشاعر والاحتياجات والظروف التى تعيشها الأم بل وأحياناً الأب أيضاً، وكأن التى تلد هى حواء الأولى وليست زوجته أو إحدى قريباته... لعل السبب هنا هو التكرار، ففعل الولادة تفعله الكثير من النساء كالاستيقاظ صباحاً!
وفى الحقيقة أن المرأة تواجه نفسها بقلقها وانبهارها بأنها ستلد شيئاً حياً ليس له مثيل، نعم ليس له مثيل أليس هو وليدها؟ أليس هو ناتج مرورها بخبرة تسعة أشهر من الالتصاق لا فرقة فيها ولا غياب عن وعيها بأنها وعاء لشئ ينبض بالحياة.
يظل هناك سؤالاً..... من فترة طويلة لم أعد أسمع أن هناك امرأة -على الأقل فى محيطى- تلد ولادة طبيعية، أموت وأعرف السبب؟!
ويظل هناك شيئاً الأخت اللى راحت تشتكى زوجها للقاضى... وبعدين وصلوا لجزء "وضعه فى شهوة ووضعته فى ألم" فى حل جميل جداً بقى ماكنتوش تتجوزوا من أساسه بس خلاص!
فكرة جميلة أثرتها صديقي هنا، حمت حول تجربة الولادة التي هي فعل اعيادي عند الاخرين، لكنه تجربة صعبة وجديدة بالنسبة للتي تخوض غمارها. التجربة طبعا تبقى شيئا يعاش لكي يُعلم تفاصيلها، كنهها، وحتى لو حدث عنها فلن توصل مقدار تلك الاحاسيس والمشاعر وما يرافقها من أشياء، لن توفق.
ردحذفأما المرأة العربية التي قالت كلاما بليغا أفحمت فيه زوجها أمام القاضي فقد ردت بالذي فعلا هو كائن، فالرجل يلذ من أجل شهوة، والمرأة تلد وشهوتها في ألمها، قل آلامها، من بداية الحمل إلى نهاية الوضع..
حياك الله