التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الفعل ورد الفعل

  عندما كنا نملك الدنيا شرقاً وغرباً، صرخ راهب مسيحى متباكياً كيف لأبنائنا أن يتحدثوا باللغة العربية ويكتبون بها ولا يعرفوا كيف يقرأوا كتابهم المقدس، يبرعون بكتابة الشعر على الطريقة العربية ولايبرعوا فى الصلاة بلغتهم! هذا هو رد الفعل الذى نمارسه نحن الآن! لقد تبادلنا الأدوار فالأيام دول!
  ليس هناك ما يدعى بالإسلام السياسى ولا الاقتصاد الإسلامى، لكن هناك أسس منحنا إياها الله فى كتابه وعن طريق أنبيائه. نفذت خلال عصر الخلفاء الراشدين وخلفاء اتبعوهم متناثرين عبر العصور. لاشك أن التاريخ الإسلامى ملئ بقتل المعارضين، لكنه لم يكن قتل بلا سبب، عندما سعى أحد ملوك الغرب لمعاوية يعرض مساعدته فى حربه ضد على، قال له قولاً مفعماً إن لم تكف لتصالحت مع أخى وأتيت لك بجيش لا قبل لك به!
  نحن الآن نتمسك بهويتنا لأن هناك من يريد مسخها، الحركة الإسلامية هى نتاج لهذا الفعل الممنهج خلال قرون طويلة. لذا هى ليست سوية تتبنى أشياء ولا تفعل منها شئ، حركة ينقصها الفعل!
حاول البعض أن يفعل لا أن يكون رد فعل، كالعروة الوثقى ومقلدوها الإخوان المسلمين. الأولى فشلت بموت جمال الدين الأفغانى، ولأن الفكرة لاتموت وجدت من يتلقفها أمثال حسن البنا. لكن للأسف بموت صاحبها تخبطوا تخبطاً شديداً من أثر القمع والخبطات القاتلة التى لا حصر لها!
  والآن يلوم البعض المتخبطين من أجل هويتهم، لماذا لم تستسلمو للقتل؟ لماذا لم تركعوا للأقوى؟ لماذا تعاونون مع الغرب؟ لماذا الغرب يدعمكم؟ لماذا هذه لا تنهتى أبداً... وهم لا يدركون أن الغرب لا يدعم أحداً بل يمسك كل طرف من أخطائه ويركعه بها.
على الأقل أحد الأطراف يتخبط فى طريق البحث عن هويته، والبعض الآخر يتخبط فى طريق مسخ هويته! كلاهما خطأ، وللأسف كلانا لا يمتلك شرف الإعتراف بأخطائه حتى بينه وبين نفسه، حتى نتحرر جميعاً من هذه المذلة! فى النهاية أرجو أن أكون على شئ!

تعليقات

  1. وللأسف كلانا لا يمتلك شرف الإعتراف بأخطائه حتى بينه وبين نفسه، حتى نتحرر جميعاً من هذه المذلة! فى النهاية أرجو أن أكون على شئ!

    هنا أتفق معك، لكني أختلف معك في أن الحركة الإسلامية كما قلت تبني أشياء ولا تفعل أشياء، فهل وضع لها مجالا لتعمل فيه فهي طول كل المراحل يُضيق عليها، وتوضع أمامها العراقيل.

    ردحذف

إرسال تعليق

انقدنى ولا تبالى!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاحيظ جمع ملحوظة

الغريب إن كلمة أحا ، تجيبها يمين تجيبها شمال هى أحا! مصر تعنى الحد بيين شيئين ، الآن الحق و الباطل ليس من ضمنهما! الآن يقف المعلمون فى طابور الصباح ، والطلبة فى سباتهم يحلمون ويحتلمون! حامل البضان الملكية ، ومن لايحملهم! أسخف من مذيع أو سياسى! نحن نستهلك كل شئ ، حتى أولادنا نستورد الفياجرا لإنجابهم!

يا سنة سوخة يا ولاد

السيكوباتية وقيم العمل المُدمَرة هل تؤمن بنظرية المؤامرة؟ هل شعرت ذات مرة وأنت تشاهد التلفاز أنهم يبيعونك ويشترونك بأثمان بخسة؟! هل شعرت أن قيم مجتمعك بالية؟ هل شعرت بأنك في مرحلة ما من عمرك كنت كالإسفنجة تتشرب عادات مجتمعك ثم في مرحلة أخرى لم تجد إلا الوسخ هو الباقي؟! جاك جلينهال المبدع يتقمص دور تلك الإسفنجة التي لم يبق فيها إلا الوسخ في فيلم "الليل الزاحف (دود الأرض) "Nightcrawler أو كما ترجمته "ليلة سودة" وأعتقد أنها الأنسب! لنسرد سمات تلك الإسفنجة: لم يكمل تعليمه، سريع التعلم، يحب الاطلاع عبر الانترنت، خضع لعدة دورات تدريبية عبر الانترنت كذلك، منعزل كاره للبشر، وربما يقتل _ليس بيديه العاريتين_ في سبيل أن يفوز في سباق الحياة... كل ذلك كما تشربه من المجتمع! كان سارقًا لحديد البالوعات ونحاس الأسوجة، وبالصدفة وجد عملًا أكثر سهولة وهو بث الأخبار العاجلة وبالأحرى بث رماد الموتى عبر الأثير.... لم يتطلب منه الأمر إلا مقابلة بسيطة مع مصور حوادث ذو خبرة قاله له مبادئ العمل والباقي من الانترنت! لا يوجد مشكلة حتى الآن؛ لكن المخرج أو السيناريست لم يترك

إنسان 8

عزيزى الطالب فى أى مرحلة وأى مكان، اتنيل وحط الكتاب جوا عقلك واخرس خالص! أمريكا تتصنت على كلبها الأوربى القوى، أما يجب على كل منا أن يلف نفسه فى ورق فويل قبل ما يخش الحمام! الفترات الانتقالية بعد الثورات ليست لتطبيق العدالة على الأشرار بل لتعليم الشعوب قليلة الأدب طأطأة الرأس لقادة ثورتها المجيدة! ملخص خروج حاتم خاطر، اتقبض عليه أول أمس وخرج أمس.... هكذا من له ظهر لم يصفع على قفاه! العدالة تُتطبق لصالح الأغنياء فقط، عندك مانع؟!  انقذوا مصر.. انقذوا العرب... انقذوا المسلمين... ياااه يا ابنى نحن غرقى من قرنين فاتوا! لا أحد يحب أن يستمع إلى عيوبه، اللهم إلا المجانين والمتخلفين عقلياً! لم تترك ريموت التلفزيون من يدك، طالما إنت قادر تمسكه وتوقعه! نحن فى حقبة المعلومات المعلبة! نجيب محفوظ وأنيس منصور كاتبان خدعا الملوك والشعوب! كل أسئلتنا لها إجابة واحدة، هى أننا بشر! فهل نحن بشر؟ أم خشب مسندة؟!