التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قولبة


  
  هناك قصة للعزيزة أسماء خليفة* تتحدث عن صاحب محل الملابس النسائية الذي يزين المانيكان ويكتشف مع الوقت "كل زبونة دخلت تشبه بالظبط لكل مانيكان موجود ورا الفترينة.. بس الفرق إن روح الحياة اللي جوا الزبونة هي اللي خلتها أجمل بكتير من أي مانيكان"......

  بالطبع لم تقصد أسماء شيء سلبي وراء سردها، لكن العبارة الأخيرة استفزتني وإن بالغت سأقل آلامتني! كيف يترك إنسان ما أي أخر يفرض عليه ذوقه؟!
الأفلام والممثلون وصانعو الإعلان ولاعبو كرة القدم وبعض الساسة، يساهمون بصورة كبيرة جدًا في ترويج صور معينة لشكل الجسم الأفضل؛ وكأننا في أسبرطة ينحتنا مثال يوناني قادر علي نحت المثالية في كل حجر!

  كلنا نسعى لتقليد ما نراه؛ عن نفسي كثيرًا ما حلمت بأنني رشيق منتفخ العضلات وربما أدهم صبري _النسخة العربية للسوبرمان وكأن عنترة ذلك العبد الأسود لم يكن أحد جدودنا؛ ربما لأنه أسود لم يحلم أحد به_  أو حتى لاعب كرة مشهور!

  ربما لو الفكرة جاءت بشكل معكوس إنه يحب المانيكان لا البشر؛ أنهم أكثر إخلاصًا لا يتكلمون لا يعترضون...... لو دبت في أطرافهم الحياة لربما هربت السعادة من بين يديه**!

  نفس الجملة الأخيرة جعلتني مفكرًا من المانيكان ومن البشر***؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفترينة
** بجماليون لتوفيق الحكيم
*** s1m0ne لآل باتشينو


تعليقات

  1. كل يفكر من زاوية معينة
    لكن كم من الأشخاص غادرت هم الأرواح ولم يبق منهم إلا الاجساد .....مجبرين لا مخيرين ...هون على نفسك ...وكم جدران استمعت وأحست ولا أرواح فيها

    ردحذف

إرسال تعليق

انقدنى ولا تبالى!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاحيظ جمع ملحوظة

الغريب إن كلمة أحا ، تجيبها يمين تجيبها شمال هى أحا! مصر تعنى الحد بيين شيئين ، الآن الحق و الباطل ليس من ضمنهما! الآن يقف المعلمون فى طابور الصباح ، والطلبة فى سباتهم يحلمون ويحتلمون! حامل البضان الملكية ، ومن لايحملهم! أسخف من مذيع أو سياسى! نحن نستهلك كل شئ ، حتى أولادنا نستورد الفياجرا لإنجابهم!

والنبى إيه... بالذمة!

فى ناس قمامير كدة لوحدهم، يبقى الباحث المحترم اللى بره قعد يجرب فى نظريته -فى المتوسط كدة- بتاع عشر سنيين قوم ييجى واحد فذلوك عايز ينقد النظرية.. قوم ينقدها نظرى ولو طبقها لن تتاح له الامكانات ولا الظروف اللى الباحث الأجنبى ده تعب قلبه وضيع عمره فيها...... ياه الناس دى أساطير فعلًا بروح مهماهاتهم الطيبة عايزين يمحوا تعب عشر سنين فى حين إنهم لسه فى زمن paste و copy! بص يا سيدى بقى احنا هنا، اللى باباه سباك بيطلع سبالك... واللى باباه طبيب بيطلع طبيب... واللى باباه دكتور بيطلع دكتور... واللى باباه مستشار بيطلع مستشار.... واللى باباه ناشط سياسى... بيطلع ناشط سياسى..... هى دى بقى ياسيدى الطبقة المتوسطة العليا والطبقى العليا... طب بالله عليك.. بالله عليك عايزنا بعد الجمود ده نتغير بأمارة إيه طيب؟!

يا سنة سوخة يا ولاد

السيكوباتية وقيم العمل المُدمَرة هل تؤمن بنظرية المؤامرة؟ هل شعرت ذات مرة وأنت تشاهد التلفاز أنهم يبيعونك ويشترونك بأثمان بخسة؟! هل شعرت أن قيم مجتمعك بالية؟ هل شعرت بأنك في مرحلة ما من عمرك كنت كالإسفنجة تتشرب عادات مجتمعك ثم في مرحلة أخرى لم تجد إلا الوسخ هو الباقي؟! جاك جلينهال المبدع يتقمص دور تلك الإسفنجة التي لم يبق فيها إلا الوسخ في فيلم "الليل الزاحف (دود الأرض) "Nightcrawler أو كما ترجمته "ليلة سودة" وأعتقد أنها الأنسب! لنسرد سمات تلك الإسفنجة: لم يكمل تعليمه، سريع التعلم، يحب الاطلاع عبر الانترنت، خضع لعدة دورات تدريبية عبر الانترنت كذلك، منعزل كاره للبشر، وربما يقتل _ليس بيديه العاريتين_ في سبيل أن يفوز في سباق الحياة... كل ذلك كما تشربه من المجتمع! كان سارقًا لحديد البالوعات ونحاس الأسوجة، وبالصدفة وجد عملًا أكثر سهولة وهو بث الأخبار العاجلة وبالأحرى بث رماد الموتى عبر الأثير.... لم يتطلب منه الأمر إلا مقابلة بسيطة مع مصور حوادث ذو خبرة قاله له مبادئ العمل والباقي من الانترنت! لا يوجد مشكلة حتى الآن؛ لكن المخرج أو السيناريست لم يترك