كرة القدم... تلخص العبث!
أضع لعبة كرة القدم بعد الشطرنج مباشرة في الألعاب العقلية والاستراتيجية، لكن هي الأولى بالتأكيد إن قلنا أن اللعبة تقيس مدى قوة التحمل والصبر!
اللعبة تخاطب العقل مباشرة، عيك أن تشاهد اللاعبين وهم يغيرون مراكزهم بل وقدرتهم على اتخاذ القرار في جزء من الثانية، شاهدهم كيف يؤدون مهاراتهم العضلية فلولا العقل لما كان هناك أي تآذر حركي..... بل جاء لي الآن هاتف يقول لي أنها عبارة "عن مجموعة من الاستجابات العقلية والعضلية المنظمة تنظيمًا غاية في الدقة".
ومع المجهود البدني القوي المبذول... إن غاب العقل، غابت الفرص. وإن غاب البدن أصبحت الخسارة مؤكدة!
كرة القدم ببساطة شديدة تعبر عن تقدم أي بلد أو على أقل تقدير مدى اهتمامها بالتخطيط وأحيانًا أخرى لا يعبر إلا عن العبث!
أعطك مثالًا؛ مصر تحصل على كأس الأمم الإفريقية لثلاث مرات متتالية، هل هذا ناتج عن التخطيط؟
حاشا لله، ما هو إلا مجهود فردي من مدرب ولاعبين وتوافق ظروف سعيدة! بلد أكثر من نصف لاعبيها غير مسجلين، واتحادها وأنديتها وبطولاتها سمك لبن تمر هندي... هل يستحقوا بطولة قارية؟!
مثال أخر؛ دول المغرب العربي أكثر لاعبيها محترفين في دول أوروبية وعلى الرغم من ذلك لم نرى مرة واحدة دولة منهم تتأهل للدور الثاني حتى في كأس العالم!
فلأدع إذن النقد الذاتي والحقد كما تعلمون جانبًا، وأقول مليارات تصرف في شراء لاعبين في حين أن ميزانيات الدول المتخلفة قد لا تتعدى راتب رونالدو وميسي خلال ثلاث سنين مثلًا!
أحيانًا كثيرة جدًا تصبح كرة القدم أحد التجليات العبثية الخالصة، فرغم أنها تعبر عن تطور العلم إلا أن هذا لم يستغل إلا في الثراء الفاحش لقلة في العالم وتدمير العقل الإنساني عبر انتشار قوالب نمطية معدة سلفًا فهناك مشاهدون عندهم تصلب فقري ولاعبون يمشون على الهواء! ليصبح الأمر كالتالي العالم المفكر بكرش وفقير ولا يملك قوت يومه بينما لاعب كرة قدم مليارديرًا بشوية جري!
ومع ذلك الحاجة للترفيه كالجنس والطعام والشراب والعلم أيضًا لا يستطيع أن يتخلى عنها الإنسان، ولأنها كالجنس والعلم فإن لم تهذب يصبح الأمر تغييب للعقل وتدمير للجنس البشري!
تعليقات
إرسال تعليق
انقدنى ولا تبالى!