المشاهد الآن هى نفسها منذ ستين عاماً، لم تختلف كثيراً عندما ناصب جمال عبد الناصر العداء لجماعة الإخوان المسلمين. حشود من الكتاب والإعلاميين وكافة مؤسسسات السلطة تروج فكرة إرهابية الجماعة بدون سند أو دليل واضح للعيان وبدون أى تحقيق نزيه، والأهم من هذا كله لم يفتح الصندوق الأسود بعد للسلطة العسكرية الحاكمة لمصر منذ ستين عاماً كاملة.
هل تريد أن تصدق السلطة وكل حواراتها وخباياها فى بطنها! عجيب جداً أن كل من صدق السلطة يوماً وروج لها كان مصيره غيابات السجون وأولهم الأخوان أمين بعد أن هللوا للسلطة أحدهم نفى و الآخر سجن!
هؤلاء ذات يوم صنعوا كتاباً أسموه "هؤلاء هم الإخوان" -اضغط على الرابط السابق للإضطلاع على الكتاب- بكتابة طه حسين، محمد التابعى، على أمين، كامل الشناوى، جمال الدين الحمامصى، ناصر الدين النشاشيبى. وعندما تضطلع عليه تكتشف غباء الأطراف كلها بدءاً من الطرف الأول السلطة الحالية التى تتبع نفس النهج فى تأليف القضايا وتأليب الناس على الإخوان، للطرف الثانى وهم الإخوان لم يكلفوا أنفسهم ذات يوم فى إحداث مراجعات لتاريخهم ولمواقفهم وعرضها على الناس بدلائل واضحة تزيل عنهم هذا البهتان.
وبلا شك الإخوان لم يكونوا محبوبين يوماً لا من النخبة ولا من السلطة العسكرية. وهذا خطئهم لقد طلبوا ود من لا يطلب ودهم، فى حين أنهم تركوا الشعب يغلى ويمور وشهداء يسقطون من هنا وهناك فى سبيل وهم السلطة الذى ثبت الآن أنه كان سراباً. ولو كلفوا أنفسهم قليلاً أن يتمسكوا بالشعب الحقيقة الوحيدة لكانوا نجوا ونجونا جميعاً من استمرار حكم نخبوى عسكرى.
وبلا شك أيضاً أن السلطة والمعارضة ستستمر -كما يراد لها دائماً- محصورة بين العسكر والإخوان...تدار بعيداً عن الشمس خلف الأبواب. هذا بعد أن كنا نأمل فى تأسيس لديمقراطية فريدة لم ينتهجها العالم يوماً هى الأمانة!
تعليقات
إرسال تعليق
انقدنى ولا تبالى!