التخطي إلى المحتوى الرئيسي

منتمي... لا منتمي

        الانتماء أصبح اليوم في ظلال التقدم والأزمات أكثر تعقيدًا، لم يعد مجرد ارتباط بأرض تعطي لك ثمار وحيوان وتؤمن لك علاقات دافئة بين أخرين يشبهونك شكلًا وفكرًا وسلوكًا.
       
         اليوم تراكمت خبرات الأنسان منذ أن خلق، لا أعتقد أن مشاعر آدم مثل مشاعر الإنسان المعاصر اليوم. لن يكفينا أرض توفر مأكل ومشرب وعلاقات تشعرك بتقدير الذات، لعل في قصص الجواسيس والمغتربين ما يكفي ليؤكد ما أقول...
  
        إقرأ مذكرات الجاسوس المصري الأشهر "رفعت الجمال" وستدرك ما أقول، فلو نظرنا للانتماء بالمنطق تجد المعادلة التالية "إشباع الحاجات= الشعور بالانتماء".... والحقيقة أن بلده لم تعط له أي شيء حتى العطف لم يجده، على الرغم من ذلك وضع رقبته تحت المقصلة ولم يبال، لماذا؟!


        لن تجد إجابة واحدة على السؤال تشبع العقل ربما سنجد إجابات حنجورية تشبع القلب، لكن العقل -وإني لأسمعها من أحدكم- سيقول حب المغامرة... أجد نفسي تلقائيًا أرد بلماذا لم يغامر بالتجسس لصالح إسرائيل مثلًا، الطرف الأقوى؟!
   
       المثل الثاني وهو منطقي يشبع العقل، "ستيفان شعراوى" لاعب كرة قدم إيطالي من أصل مصري.... قالوا له "مصر محتجاك يا حمادة"! رد عليهم بكل منطقية "إيطاليا منحتني الجنسية وعلمتني منذ نعومة أظافري، وصرفت عليا دم قلبها"....
هنا المعادلة تتحقق بالفعل  "إشباع الحاجات= الشعور بالانتماء"، وربما أحدكم أيضًا يقول أناني غير محب يسعى وراء ماديات.... دعني أذكركم إذًا وأذكر نفسي أن الحب
سنصل إليه من خلال إشباع الحاجات الفسيولوجية ثم الأمن وتأتي في النهاية الحاجات الاجتماعية وتقدير الذات والحب.
      هذا ليس معناه أنني مؤمن بتراتبية الحاجات كما قال "ماسلو"، فهذا لا يدع مجالًا للاستثناءات كــ"رفعت الجمال" مثلًا! لكن أرجع وأقول صوابعك ليست مثل بعضها، والقاعدة تقول "اخلق لي الظروف المناسبة، كي أعمل جيدًا" والاستثناء يقول "إن لم تجد ظروفًا مثالية، فاخلقها بنفسك"!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاحيظ جمع ملحوظة

الغريب إن كلمة أحا ، تجيبها يمين تجيبها شمال هى أحا! مصر تعنى الحد بيين شيئين ، الآن الحق و الباطل ليس من ضمنهما! الآن يقف المعلمون فى طابور الصباح ، والطلبة فى سباتهم يحلمون ويحتلمون! حامل البضان الملكية ، ومن لايحملهم! أسخف من مذيع أو سياسى! نحن نستهلك كل شئ ، حتى أولادنا نستورد الفياجرا لإنجابهم!

والنبى إيه... بالذمة!

فى ناس قمامير كدة لوحدهم، يبقى الباحث المحترم اللى بره قعد يجرب فى نظريته -فى المتوسط كدة- بتاع عشر سنيين قوم ييجى واحد فذلوك عايز ينقد النظرية.. قوم ينقدها نظرى ولو طبقها لن تتاح له الامكانات ولا الظروف اللى الباحث الأجنبى ده تعب قلبه وضيع عمره فيها...... ياه الناس دى أساطير فعلًا بروح مهماهاتهم الطيبة عايزين يمحوا تعب عشر سنين فى حين إنهم لسه فى زمن paste و copy! بص يا سيدى بقى احنا هنا، اللى باباه سباك بيطلع سبالك... واللى باباه طبيب بيطلع طبيب... واللى باباه دكتور بيطلع دكتور... واللى باباه مستشار بيطلع مستشار.... واللى باباه ناشط سياسى... بيطلع ناشط سياسى..... هى دى بقى ياسيدى الطبقة المتوسطة العليا والطبقى العليا... طب بالله عليك.. بالله عليك عايزنا بعد الجمود ده نتغير بأمارة إيه طيب؟!

ما يجب وما لا يجب فى إطار "الحتميات"

حتمًا يجب على أن أكون حسيس حتمًا أجد نفسى من أسبوعين مضوا، لا أعرف ماذا أكتب.. ولا حتى لم كتبت ما كتبته حتمًا أنا كررت نفسى أكثر من مرة حتمًا أنا بهبل دلوقتى حتمًا على أن أتوقف الآن حتمًا أنك تلعننى أيها القارئ المحتمل على أننى أضعت وقتك الذى لا يقدر بالألماس حتمًا يجب أن أتوقف؛ هل يجب على أن آخذ هدنة كما فعل البعض لأجمع شتات نفسى وأعرف ماذا أكتب؟!