التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أبطالنا... أين هم؟!


دائمًا ما كانت المخيلة الشعبية تصنع عبر الحكى أبطال منقذين تحاك حولهم الأساطير. خلاصتها أنهم يحمونهم من كل بؤس... من كل خوف!
بل ومن الجوع أيضًا! كم من عرايا قرروا أن يلهوا بطونهم بحلم، أن يفنوا أنفسهم فى مقابل إحياء بطل خيالى لا وجود له!
فى الحكى والأساطير لا يوجد شرق ولا غرب!
بل توجد مجتمعات متخلفة ومجتمعات متقدمة، ليست المشكلة فى أن تصنع لك بطلًا خياليًا... النساء يحلمون بفارس على حصان أبيض والرجال يحلمون أيضًا بكيف سيأتى بالحصان!
زمان... تجد المخيلة العربية (الإسلامية) تذخر بالعديد من هؤلاء الأبطال زرقاء اليمامة، حاتم الطائى، عنترة، سيف بن ذي يزن، أبوزيد الهلالى... أبطال كثر يختلفون فى درجات حقيقتهم وتخيلهم كلية...
هذه المخيلة لا تزدهر فى زمن السقوط وإن كانت البيئة تعتمد على عدم المنطقية! لكن شتان بين عدم المنطقية والتخيل، لأن التخيل صور واقعية من البيئة أضفت عليها خبرات الفرد ورغباته أشياء تجعلها أقرب ما يكون إلى الحقيقة أو المثالية.
أما عدم المنطقية تجدها فى الجهل.. التخلف.. الشائعات... فى العلم بمعنى تحيز.. فى التخيل بمعنى مبالغة!
لماذا كففنا إذًا عن صنع الأبطال؟!
واقع بائس.. يائس... فاشل!
عندى لا بد من واقع حتى أستطيع أن أتخيل!
هل يستطيع الأعمى أن يتخيل اللحمة والفتة؟!
ولو تخيلها من وصف أصدقائه، هل بنفس تخيل المبصر؟!
جول فيرن تخيل الغواصة وقد كان، زعبولة حلم بالسوبرمان وقد كان!
فبماذا تحلم أيها العربى*؟!
نحن إذًا عمى لا نرى... نسمع بنحب نسمع
"وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا"
عشان كدة كل أبطالنا برتبة فريق.. آسف مشير!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* تحديدًا المصرى، بس الواحد بيدارى وكسته!

تعليقات

  1. هذا التداخل بين الممكن والمعقول وبين الأسطورة يتطلب
    قاعدة من الغباء والجهل والهوان.

    ردحذف

إرسال تعليق

انقدنى ولا تبالى!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عود على بدء

 "بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون" صد ق الله العظيم      "من أين يأتينا الفرح؟! ولوننا المفضّل السّواد! نفوسنا سواد..  عقولنا سواد..  داخلنا سواد .. حتّى البياض عندنا يميل إلى السواد!"  نزار قباني          شعار كل مرحلة منذ مينا موحد القطرين "الثقة العمياء".... أه احنا كدة وكيفنا كدة في حد له شوق في حاجة! الفرعون ليس مستبد فحسب، بل يتحكم في كافة الأمور ويعتبر شعبه ممتلكات غير عاقلة ولا يتوقع منها غير الخضوع! عودة نظرية "ده ميعرفش والنبي"! في ناس جعانة هيضرنا إيه لو بقى فيه ناس عطشانة! الفساد كثر جدًا... بس السيسي عسل قوي، شوف سقفولوه إزاي! من يصنع الوهم يكسب...  سلطة الوهم ترجو سقوط الإخوان، والإخوان تحلم بالاستيقاظ من الوهم... والشعب يميل  لصاحب الإيهام الأكبر! مجتمع الحباية بدءً من عباس حباية، انتهاءً ببايع الخضار اللي بيقول لزميله: هديك حباية بقى وياللا زرقة كمان! المستبدون العظام دائمًا عندهم رحابة صدر، والكتاب العظام قد يمدحون لكنهم يوجعون. اليوم العالمي للمرأة ليه ما فيش يوم عالمي

ملاحيظ جمع ملحوظة

الغريب إن كلمة أحا ، تجيبها يمين تجيبها شمال هى أحا! مصر تعنى الحد بيين شيئين ، الآن الحق و الباطل ليس من ضمنهما! الآن يقف المعلمون فى طابور الصباح ، والطلبة فى سباتهم يحلمون ويحتلمون! حامل البضان الملكية ، ومن لايحملهم! أسخف من مذيع أو سياسى! نحن نستهلك كل شئ ، حتى أولادنا نستورد الفياجرا لإنجابهم!

والنبى إيه... بالذمة!

فى ناس قمامير كدة لوحدهم، يبقى الباحث المحترم اللى بره قعد يجرب فى نظريته -فى المتوسط كدة- بتاع عشر سنيين قوم ييجى واحد فذلوك عايز ينقد النظرية.. قوم ينقدها نظرى ولو طبقها لن تتاح له الامكانات ولا الظروف اللى الباحث الأجنبى ده تعب قلبه وضيع عمره فيها...... ياه الناس دى أساطير فعلًا بروح مهماهاتهم الطيبة عايزين يمحوا تعب عشر سنين فى حين إنهم لسه فى زمن paste و copy! بص يا سيدى بقى احنا هنا، اللى باباه سباك بيطلع سبالك... واللى باباه طبيب بيطلع طبيب... واللى باباه دكتور بيطلع دكتور... واللى باباه مستشار بيطلع مستشار.... واللى باباه ناشط سياسى... بيطلع ناشط سياسى..... هى دى بقى ياسيدى الطبقة المتوسطة العليا والطبقى العليا... طب بالله عليك.. بالله عليك عايزنا بعد الجمود ده نتغير بأمارة إيه طيب؟!